حوار مع الكاتبة السورية نور محمد حسن


في أزقّة حلب العتيقة، حيث يفوح عبق التاريخ من صخب الحياة اليومية، وُلدت الكاتبة نور محمد حسن، وهي صنعت لنفسها عالما إبداعيًا رحبًا حيث تطير فيها بأجنحة الطموح والهمّة السامية، ومن ميزاتها أنّها وفّقت بالجمع بين الكتابة والرسم والتصوير والإلقاء الصوتي، لتخلق من موهبتها عالمًا تعيش فيها بهويّتها وشخصيتها المستقلة الحرّة.
والجدير بالذكر أنها نالت هذا التقدم وهي في عمر وردة ناعمة؛ حيث أنّها لا لم تتجازو الثانية والعشرين من ربيع عمرها، ولم تكتفِ نور بما نالته، بل لا تزال تسعى وراء المعرفة، لأنّها تؤمن بأن العلم هو السلاح الأقوى، وأن الموهبة تحتاج إلى ممارسة صقل دائم. ونصوصها متعددة النكهة، تتراوح بين العمق والدهشة، وتطمح لأن تترك في قارئها أثرًا لا يُنسى.
فأوجّه إليها الأسئلة لكي أعرف أكثر عنها وعن موهبتها.

السؤال: متى وأين كانت ولادتكم، وكيف تصفون لنا ملامح الحي الشعبي في حلب الذي قضيت ربيع عمرك؟
الجواب: وُلدت في كفر عروق، بتاريخ 20-1-2005. الحي الشعبي في حلب هو فخرنا ومجدنا وتراث حضارتنا. ترعرعت فيه، وعشت طفولتي بين الأيام السيئة والأيام الجميلة، وكل زاوية فيه تحمل ذكرياتي.
السؤال: كيف أثُرت نشأتكم في بيئة شعبية على رؤيتكم للحياة والإبداع؟
الجواب: أثرها سلبي، لأن البيئة الشعبية لا تدعم مجال الإبداع أو الدراسة، وغالبية الناس فيها متخلفون عن هذه المجالات.
السؤال: ما المؤهلات العلمية التي حصلتم عليها، وكيف ساعدتكم هذه التجربة في تنمية شخصيتكم الإبداعية؟
الجواب: منذ طفولتي وأنا أحب الدراسة كثيرًا. وصلت إلى مرحلة الثالث الثانوي وأنهيتها بخير وسلامة، وأنتظر نتيجة جهدي بنجاح. كانت الدراسة المصدر الأول الذي أمدّني بالقوة لأكمل المسير حتى نهاية الحياة.
السؤال: كيف بدأت مسيرتك مع الكتابة، وهل كانت وليدة لحظة إلهام مفاجئة أم نتيجة تجربة حياتية خاصة؟
الجواب: بدأت رحلتي من جديد بفضل تشجيع بعض المعلمين والمعلمات والأصدقاء. نعم، كانت وليدة لحظة إلهام مفاجئة.
السؤال: أنتم تجمعون بين الكتابة والرسم والتصوير والإلقاء الصوتي؛ كيف تنسجم هذه الفنون في حياتكم الإبداعية؟
الجواب: أنظّم وقتي، ولكل منها مكانته الخاصة التي أستمتع بها.
السؤال: ما البواعث الجوهرية التي دفعتكم للاستمرار في الكتابة، رغم ما قد يواجه المبدع من مصاعب وتحديات؟
الجواب: أعلم أن كتاباتي ستصل إلى أماكن واسعة، وسيقرأها الجميع. رغم المصاعب والتحديات، لن أستسلم؛ فالهزيمة للعاجزين، أما الأقوياء فهم الرابحون.
السؤال: أي الأجناس الأدبية تجدون فيها تعبيرًا صادقًا عن ذاتكم، ولماذا؟
الجواب: النصوص الأدبية، لأنها تحتوي على كل مشاعري وأحاسيسي وإبداعي.
السؤال: ما القضايا أو الموضوعات التي تحرصون على أن تكون حاضرة في نصوصكم؟
الجواب: قضايا الكتابة، وقضايا الحب، وكل قضية تخص سوريا.
السؤال: هل ثمة رسالة فكرية أو إنسانية تسعون لإيصالها عبر كتاباتكم المتنوعة؟
الجواب: نعم.
رسالة فكرية: الإنسان يمتلك عقلًا يستطيع من خلاله أن يكتب ويعبّر ويصف ما يلهمه.
رسالة إنسانية: الكتابة موهبة فطرية غرسها الله في بعض الأشخاص، ولا يستطيع أحد إزالتها سوى الله.
السؤال: ما أبرز التحديات التي واجهتكم خلال مسيرتكم الأدبية حتى الآن، وكيف تجاوزتموها؟
الجواب: الجو العائلي والشعبي لا يدعم الموهبة، وكثيرون لا يريدون مني الاستمرار. ومع ذلك، ما زلت حتى الآن أواجه وأتجاوز وأكمل طريقي.
السؤال: هل هناك مواقف أو محطات شخصية تركت أثرًا بالغًا في صياغة مساركم الإبداعي؟
الجواب: نعم، هناك مواقف وشخصيات دعمتني، مثل كل كاتب أدبي يحاول إيصالي إلى المكان الذي أتمناه.
السؤال: أين نُشرت نصوصكم حتى اليوم، وهل وجدتم الدعم الكافي من المجلات أو المنصات الثقافية؟
الجواب: نُشرت نصوصي فقط في مجموعات الواتساب والفيسبوك. لم أجد الدعم الكافي من المجلات أو المنصات الثقافية، وهم مقصرون تجاه المواهب الشابة الجديدة مثلي.
السؤال: كيف تصفون علاقتكم بالوسط الأدبي، وبخاصة مع دور النشر والمهتمين بالمواهب الشابة؟
الجواب: علاقتي رائعة، فهم أصدقاء وإخوة وداعمون. أصبح الوسط الأدبي جزءًا مني، والجميع يحاول مساعدتي.
السؤال: ما مدى اطلاعكم على مسيرة الأدب العربي في الهند، وما الذي تعرفونه عن نشاطاته الحالية؟
الجواب: ليس لدي اطلاع واسع، لكن لدي فقرة في كتاب الفلسفة تقول: في القرن العشرين هناك أمثلة على النهج السلمي، مثل لجوء النقابات إلى الإضرابات، وكذلك الحركة الغاندية في الهند، وهي مثال بارز على نجاح اللاعنف، لأنها سعت إلى السلام والعدالة وأسهمت في إحداث تغييرات سياسية واجتماعية. كما أن حركة الإصلاح على يد لوثر كينغ سعت للقضاء على التمييز العنصري وصولًا إلى المساواة.
السؤال: هل شاركتم أو تفكرون بالمشاركة في نشاطات أدبية دولية، أو بالتواصل مع مبدعين من ثقافات أخرى؟
الجواب: نعم، أفكر بالمشاركة في نشاطات أدبية دولية، والتواصل مع مبدعين من ثقافات أخرى.
السؤال: ما المشاريع الأدبية أو الفنية التي تعملون عليها حاليًا أو تخططون لإنجازها قريبًا؟
الجواب: بصراحة، هي مفاجأة، وهناك الكثير من التخطيطات التي، بإذن الله، سأنجزها لتكون لامعة ومشهورة.
السؤال: كيف تنظرون إلى مستقبل الأدب العربي في ظل التحديات والتحولات التي يشهدها العالم المعاصر؟
الجواب: أراه مستقبلًا مشرقًا وفخرًا لكل الأجيال. فالأدب العربي هو أساس اللغة العربية، وهي أهم وسيلة للتواصل بالنسبة للإنسان. والتواصل ضروري لأنه يعبر عن الطبيعة الجوهرية للإنسان، وهي واحدة لدى جميع الشعوب.
لا تعليق