محمد معراج عالَم

محمد معراج عالَم كاتب وباحث هندي يكتب القصّة القصيرة والرواية والمقالة النقدية والتأملية ويقرض القصيدة النثريّة، ويؤمن بأن القلم يقول ما لم يستطع اللسان أن يقوله، والأدب كعدسة الكاميرا؛ حيث يستوحي الأديب الأفكار مما يجري حوله وتشاهده عيناه بغض النظر عن حسنه وقبحه.


ولد محمد معراج عالم في قرية ” لهتورا” بمحافظة ” أرريا” بولاية بيهار بالهند، وهو ينتمي إلى قبيلة ” كلاهيا” التي تشتهر بالتخلّف في مجال الاقتصاد والمعرفة والثقافة في منطقة” سيمانتشل”، وقيل عنها أنها قبيلة هاجرت قبل قرون عديدة في فترة مملكة الملوك المسلمين في بنغال من اليمن إلى الهند كجنود يحفظون الحدود الهندية. نشأ معراج في عائلة متميّزة بالصرامة في الاحتفاظ بالأخلاق النبيلة والمحافظة على النبل ومكارم الأخلاق والعادات الطيبة من التسامح والتعاطف وإكرام الكبير ولين الكلام والرحمة والرأفة ، فلذا كان يمنعه والده وإخوانه من الاختلاط بأطفال القرية في صغره، وذلك لكي لا تؤثّر عليه بيئة القرية التي شاعت فيها دناءة الخلق والعادات السيّئة من السباب والخصام والتنابز بالألقاب، وقلّ رواج التعلّم، وكثر انغماس الأطفال في اللهو واللعب، فلذا بقي مقتصرا على التنقّل بين الكُتّاب والبيت والحقول، ويتلقى ضربًا من أبيه وإخوانه لو ترائى مختلطًا بأطفال القرية. وترعرع في أسرة مشتغلة بالزراعة؛ حيث يعمل أبوه محمد حبيب الرحمن فلّاحًا في الأراضي الزراعية، وكانت بيئة بيته علميّة لأن أباه وفّر بيئة علمية لابنه رغم أميّته، لأنّه أدرك أهمية العلم والمعرفة، وعرف أن الثقافة والعلم يجلب للمرء الاحترام ويكسبه العزّ والإكرام ويخلّد مآثره.

المسيرة التعلمية

بدأت رحلته التعليمية في كُتّاب قريته المسوم بكُتّاب “مسيح الأمة”، حيث تعلّم الحروف الأبجدية وتلقى تعليمه الابتدائي في بيئة دينية تقليدية، وتأثر بأستاذه الأول مولانا حديث الله نصر البهاغلفوري، الذي كان له دور مهم في توجيهه نحو المطالعة الأدبية والاهتمام بالمديح النبوي.
ثم واصل دراسته في جامعة الخلفاء الراشدين بفورنية، بيهار، الهند عام 2007م، التي وفرت له بيئة دينية وعلمية وأدبية، وقرأ قواعد النحو والصرف والكتب الأدبية، وبدأ يتدرّب على النطق باللغة العربية، وكانت بيئتها اتسمت بحدة التنافس بين الطلبة، مما دفعه إلى كتابة المقال بهدوء دون إظهار ميوله الأدبية صراحة. ثم انتقل إلى الجامعة الإسلامية بمظفرفور أعظم جراه عام 2011م، وتخرّج منها حاملًا شهادة” العالمية” عام 2014م، ثم التحق بدار العلوم لندوة العلماء للتخصص في الأدب العربي، فتخرّج منها حاملا شهادة التخصص في الأدب العربي، وكتب دراسة بعنوان ” الدكتور كليم عاجز، حياته وشعره في خدمة الدعوة الإسلامية”. ثمّ حصل على شهادة البكالوريوس في اللغة العربية وآدابها بجامعة لكناؤ بلكناؤ بالهند، وشهادة الماجستير في اللغة العربية وآدابها بجامعة جواهر لال نهرو بنيو دلهي بالهند، ويجري حاليا الدكتوراة بمركز الدراسات العربية والإفريقية بجامعة جواهر لال نهرو بنيو دلهي حول العنوان “تجليات النضال السياسي في روايات هاشم  محمود حسن:دراسة تحليلية” تحت إشراف الدكتور محمد أجمل.

المسيرة الكتابية

نشأت في قلبه الرغبة في الكتابة منذ ما كان في كُتّاب قريته الموسوم بكُتّاب “مسيح الأمة”، فعندما كان يتقلّب في رحابه كطالب، كان يسمع وينشد قصائد في المديح النبوي باللغة الأردية، وكان يحاول أن يكتب القصيدة على منوال الشعراء الذين كان ينشد قصائدهم في النوادي الأسبوعية الطلابية في كُتّاب القرية. وقد كان يشغل نفسه كثيرًا بقراءة مجموعات من قصائد المديح النبوي حتى بدأ ينظّم بعض الأخيلة البسيطة في قالب الشعر، وكان يكتبها على الورق ثم يمحوها دون أن يراها أحد، لأنه كان مصابًا بمشاعر النقص، ويتجنب ظهورها للآخرين خوفًا من العتاب وتثبيط الهمّة.
واستمر على هذا الحال حتى التحق عام 2007م بمعهد إسلامي موسوم باسم جامعة الخلفاء الراشدين بفورنية، وكان، كعادته، كلما تثور المعاني في خاطره يكتبها ثم يُخفيها، وازداد اهتمامه بإخفاء ما كان ينظّمه من القصائد، لأن خوف العتاب ازداد في تلك المرحلة، إذ وجد هناك بيئة تنافسية. وفي تلك المرحلة نشأت في قلبه الرغبة الجامحة في الكتابة، خاصّة عندما قرأ الكتب الأدبية من المقررات الدراسية مثل “القراءة الراشدة” و”قصص النبيين”، واشتاق إلى أن يكتب مثلها، ولكنّه لم يستطع أن يكتب مقالًا في تلك المرحلة، إلاّ أنّه بدأ يكتب الخطب الدينية باللغة الأردية للمشاركة في المسابقات الخطابية التي تنعقد في المعهد.
ظلّ الحال هكذا حتى التحق عام 2011م بمعهد إسلامي آخر موسوم باسم الجامعة الإسلامية بمظفّر أعظم جراه بولاية أترابراديش في الهند، ووجد هناك مكتبة الطلاب التي كانت تضم كتبًا أدبية، فبدأ يقرأ مؤلفات متنوعة زادته شغفًا بالكتابة. وفي تلك المرحلة بدأ يكتب المقالات بشكل أسبوعي بالعربية والأردية، ويعرضها على أساتذته الذين كانوا يوجهونه ويحثونه على المواصلة، كما كان يُكلَّف بقراءة المقالات التي تصدر في المجلات المختلفة مما زاد من خبرته.
بالإضافة إلى ذلك، ساهمت مجلات مثل “البعث الإسلامي” وجريدة “الرائد” في صقل موهبته، حيث تعلّم من خلالها كيفية صياغة الأحاسيس، كما أن قراءة مقالات صحفية وأدبية متنوعة مهّدت له الطريق نحو الإبداع، ووجد في كتب الأدب العربي زادًا لغويًا ومعنويًا كبيرًا.
أصدر أول مقال له في مجلة طلابية تابعة للنادي العربي بـ الجامعة الإسلامية بمظفّر أعظم جراه، ثم التحق بـ دار العلوم لندوة العلماء للتخصص في الأدب العربي، وهناك استفاد كثيرًا من مكتبة “رواق الرحماني”، حيث قرأ تحت إشراف الأساتذة، وبدأ يكتب بإصرار، ووجد التشجيع المناسب الذي دفعه للاستمرار.
عندما التحق بـ جامعة لكناؤ في برنامج البكالوريوس، تلقّى توجيهًا وتشجيعًا مستمرًّا، مما زاده حماسة في كتابة المقالات. وواصل طريقه حتى عام 2018م، حيث انتقل إلى جامعة جواهر لال نهرو في نيودلهي ليلتحق ببرنامج الماجستير بمركز الدراسات العربية والإفريقية. وهناك اتسعت آفاقه الأدبية أكثر، فبدأ يقرأ نصوصًا أدبية حديثة مثل القصة القصيرة والمسرحية والرواية، مما جعله يجرّب كتابة القصة القصيرة، وكانت أول قصة كتبها بعنوان “فتاة أهلكتها كثرة التوقّع”، وكتبها في الطابق الخامس من المكتبة المركزية “مكتبة أمبيدكر”.
وقد واجه تحديًا كبيرًا في كتابة القصة باللغة العربية، نظرًا لأنّ هذا الفنّ كان نادرًا ما يُخاض فيه من قبل الباحثين الهنود، بسبب النظرة السلبية التي سادت حول القصة والرواية في الأوساط التعليمية الهندية، والتي اعتبرتها أوعية للأكاذيب. ومع ذلك، أصرّ على المضي قُدمًا، وصدرت أول قصة له في صحيفة مصرية، ومنذ ذلك الحين، توطّدت علاقته بالأدب العربي الحديث وكتّابه، وصدرت له أول مجموعة قصصية بعنوان” قوارير مكسورة”.
أما رحلته مع الشعر، فقد بدأت بكتابة القصيدة الأردية، ثم اتجه لاحقًا إلى القصيدة العربية، حيث كتب أولى قصائده العمودية في السنة الأولى من الماجستير بـ جامعة جواهر لال نهرو. فكتب عددًا من القصائد العمودية التي لم يكن راضيًا عنها بسبب ضعف التزامها بالوزن الشعري، ثم تعرّف في السنة الثانية من الماجستير على القصيدة النثرية من خلال الاستماع إلى نزار قباني ومحمود درويش، ووجد فيها الحرية التعبيرية التي يبحث عنها.
بدأ بقراءة نصوص القصائد النثرية ويحفظها عن ظهر القلب، ثم قرر أن يكتب القصيدة النثريّة، فكان يعرض نصوصه على أهل الاختصاص لتحسينها، وشارك في إنشاء ملتقى البحث والإبداع، الذي كان ينعقد افتراضيًا ويجمع المهتمين بكتابة النصوص الشعرية، وشارك من خلاله في نقد قصائده وتطويره، رغم أنّ الملتقى لم يستمر طويلًا.
استمر في تطوير أدواته، وتلقى توجيهًا أكاديميًا في الجانب الفني للقصيدة، مما جعله يستمر في هذا النوع من الشعر، حتى صدرت له أول مجموعة شعرية بعنوان: “سكرات الحبّ”.

العضويات في منتديات أدبية

  1. عمل كعضو في جمعية لبابة الثقافية بالمغرب لسنة واحدة عام 2021.
  2. حاليًا يعمل كعضو في لجنة الاستعراب والاستشراق التابعة للمنتدى العالمي للغة العربية بإسبانيا.

الجوائز:

  1. نال الجائزة الثالثة في مسابقة القصة القصيرة التي عقدتها مجلة” قطوف الهند” على المستوى الوطني بنيو دلهي، وذلك على قصته” الجنين المصلوب” عام 2023م.

المؤلفات المنشورة:

  • قوارير مكسورة : مجموعة القصص القصيرة التي تشتمل على أربع عشرة قصة اختارها من بين القصص التي أنتجها في أوقات مختلفة ومناسبات متعددة. صدرت لها الطبعة الأولى من مطبعة بولوروز فبليكيشنز بالهند عام 2023. وصدرت لها الطبعة الثانية من المصرية المغربية للنشر والتوزيع بمصر عام 2024.

  • سكرات الحب: ديوان القصائد النثرية، واحتوى الديوان على ٣١ قصيدة نثرية، دارت حول موضوعات متعددة، مثل العاطفة والحب والعشق، والفتاة بأشكال متنوعة، والشعر، والفراق، والسياسة والوطن، والرثاء. صدرت من المصرية المغربية للنشر والتوزيع عام 2025م.

  • المفتاح الثمين: كتاب أعدّ بالاشتراك مع الباحثة نسرين مندول للمتنافسين في نيل الوظيفة كمدرسي اللغة العربية في مدارس بنغال الغربية، ويحتوي على مجموعة الأسئلة متعددة الخيارات، وصدر عام 2023م.

  • الكنز الدفين: كتاب أعدّ بالاشتراك مع الدكتور محمد أجمل للمتنافسين في نيل الوظيفة كمدرسي الدراسات الإسلامية في مدارس بنغال الغربية، ويحتوي على مجموعة الأسئلة متعددة الخيارات، وصدر عام 2023م.